التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التاريخ

المنتدى يتناول التاريخ العام ويختص في تاريخ الجزائر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نبذة عن تاريخ الحوامد وتواصلهم مع جيرانهم في ليبيا وتونس أيام السلم والحرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سامرسامي
عنصر مميز
سامرسامي


عدد الرسائل : 230
تاريخ التسجيل : 15/04/2008

نبذة عن تاريخ الحوامد  وتواصلهم مع جيرانهم في ليبيا وتونس أيام السلم والحرب Empty
مُساهمةموضوع: نبذة عن تاريخ الحوامد وتواصلهم مع جيرانهم في ليبيا وتونس أيام السلم والحرب   نبذة عن تاريخ الحوامد  وتواصلهم مع جيرانهم في ليبيا وتونس أيام السلم والحرب Emptyالأربعاء أبريل 16, 2008 6:03 pm

ليس معروفا على وجه التحديد التاريخ الذي استوطن فيه أهل الحوامد بمنطقتهم الحالية، لكن من الوقائع الثابتة أنهم كانوا يسكنوا هذه المنطقة خلال العهد العثماني، ومعروفا أن ليبيا دخلت تحت العهد العثماني عام 1551 مسيحي، وتؤكد وقائع التاريخ أن أهل الحوامد رفضوا الإذعان لسيطرة السلطات العثمانية واشتبكوا معها في معارك عديدة حتى اضطرت إلى التفاوض معهم ومنحتهم مرسوماً سلطانياً يعترف بسلطتهم عن المنطقة وإعفائهم من الضرائب.

ومن المعلومات الأخرى التي يرددها سكان المنطقة ولها أثر في الواقع في ذلك الوقت، أن قبائل الحوامد كانت على تواصل بالجنوب التونسي وشرق الجزائر، وكما أشرنا سابقا فإن غرب ليبيا وجنوب تونس كانت تخترقه ما يسمى بالصفوفية أي مجموعة قبائل ضد قبائل أخرى وهو صراع عرف باسم ( يوسف وشداد )، وكان نفوذ الحوامد يصل من الجبل الغربي إلى منطقة قابس والجريد في الجنوب التونسي، وكما أسلفنا سابقاً كانت لهم قبائل صديقة وقبائل منافسة، وقد خاضوا معارك كثيرة ولا تزال قبورهم تمتد عبر تلك الوهاد في صراع على المرعى والنفوذ، خاصة مع قبائل بني يعقوب من جهة الوطن القبلي بتونس، وقبائل ورغمة المتاخمة للحدود التونسية مع ليبيا، وهناك روايات تقول أن الحوامد تجمعوا بعد هجرتهم من الشرق في منطقة قابس ( قبلي ) وما حولها حيث توجد قبيلة الحوامد ويوجد قبر جدهم ( حامد بورزام ).

ومن الملاحظ أن قبيلة الحوامد في ليبيا كما أسلفنا هي من القبائل المحاربة ذات الشوكة في ميدان، في حين أن قبيلة الحوامد بمنطقة ( قبلي ) هي من الأشراف حيث أن نساءهم كما يقال عليهم السنة لا يختلطن بالرجال حتى الآن، ومن المهم أن يبادر بعض الباحثين والمتخصصين في علم الإنتربولوجيا والتاريخ وعلم الاجتماع لتقص تاريخ هذه القبائل ومعرفة الأسباب والخلفيات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية التي أنتجت الأوضاع الحاضرة.

وخلال العهد العثماني الثاني خاصة بعد عام 1955 مسيحي، برز تحالف المحاميد في مواجهة العهد العثماني، حيث قادت القبائل العربية والمُشْكلة للتحالف والتي تعرضنا لذكرها في المقدمة وألحقت هزائم كبيرة بالقوات التركية، وعندما صعدت السلطات التركية الحرب فقد صعد من جانبه هذا التحالف تحت قيادة المناضل الوطني المعروف " غومة المحمودي " حيث وظف في الصراع الصلات القومية والقبلية فانتقل بقيادته إلى مدينة قابس في الجنوب التونسي، ونقل بذلك الثورة ضد الأتراك إلى تلك القبائل والمناطق، وعندما استخدمت تركيا نفوذها مع حاكم تونس ( الباي ) انتقل غومة وتحالفه من قبائل المحاميد إلى وادي صوف بشرق الجزائر وبالتالي توسعت المعركة وأصبحت ذات بعد استراتيجي.

ولعله من الجديد بالذكر أنه عندما احتلت فرنسا عاصمة الجزائر عام 1830 مسيحي، كانت هذه القوات الليبية الثائرة ضد الأتراك منتشرة في شرق الجزائر وعندما وصلت القوات الفرنسية إلى وادي سوف بعد 15 عاماً كانت قبائل المحاميد لازالت مرابطة بهذه المنطقة، وقد ظن الفرنسيون انه في إمكانهم تجنيد الليبيين وتوظيفهم ضد إخوانهم الجزائريين ولكن خاب ضنهم حيث رفض الليبيون الانضمام إلى فرنسا وقالوا لهم : إن ديننا وعرضنا وأخلاقنا تأبى أن نخون إخواننا، فطلب منهم الفرنسيون تسليم أسلحتهم خلال أسبوعين فتظاهر الليبيون بالموافقة، لكنهم في الواقع قرروا الرجوع إلى ليبيا ولو كان ذلك في الحقيقة ضد مصالحهم لأن الجيش الفرنسي كان من ورائهم والجيش التركي من أمامهم، فتبعثرت الصفوف واختلفت الآراء فأختل توازن الثورة التي نجح أهلها في الدخول إلى ليبيا لكن كانت النتيجة مؤلمة حيث استشهد الشيخ " غومة المحمودي " داخل الأراضي الليبية في مكان يسمى ( وان ) بين غدامس ودرج وتفرقت القبائل وكان ذلك إسدالاً لستار على ثورة المحاميد ضد الأتراك.

وبعد الغزو الإيطالي لليبيا، واصل هذا التحالف دوره الجهادي كل قبيلة في مواقعها، ولكن كان هناك دعماً وتنسيق قاده أحد أحفاد " غومة المحمودي " وهو الشيخ " سوف المحمودي " ومن بعده أبنه " عون المحمودي " الذي استطاع أن يوجه العديد من القبائل العربية الليبية لمواجهة الغزو الإيطالي وكانت الثورة قد انتشرت في ربوع ليبيا من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب، وبرزت قيادات جهادية كثيرة في كل منطقة، وللأسف تنافست وقادها ذلك التنافس إلى التناقض والعداء، وانتهى ذلك بتجربة قاسية يمكن أن يطلق عليها ( حرب أهلية ) جربت بين عامي 1916 – 1918 مسيحي وكان ذلك في مصلحة العدو الغازي الذي وظف ذلك التنافس والتناحر والاحتراب الداخلي لمصلحته.

ومعروف أن الجهاد في ليبيا أفرز زعماء كبار منهم كما ذكرنا " سوف المحمودي " بمنطقة يفرن، والشيخ " محمد الفكيني " بالرجبان، والشيخ
" سالم " من الزنتان، و " خليفة بن عسكر " في منطقة نالوت، وكان يساعدهم عدد من المشايخ الشجعان، منهم الشيخ " أحمد المجبر " من الحوامد والشيخ " محمد مبارك " من أولاد محمود.ة.

ومما يجدر ذكره أيضا في مرحلة الجهاد ضد الغزو الإيطالي أن القائد خليفة عسكر وجيشه استقطبوا عشرات الآلاف من المجاهدين الشجعان الذين زحفوا من الجنوب التونسي واستقروا داخل الأراضي الليبية، ونذكر منهم قبيلة بني يزيد التي سكنت بأرض الحوامد وسنأتي لاحقاً لنروي الملحمة الجهادية التي خاضها المجاهد " محمد الدغباجي " من قبيلة بن يزيد وصديقه المجاهد " عمر كريد " من قبيلة الحوامد في ليبيا، وهكذا وجد المجاهدون الذين يقاتلون ضد الغزو الإيطالي أنه ينبغي لهم أن يشتبكوا مع القوات الفرنسية التي تحتل تونس لأن المعركة واحدة والشعب واحد والعدو واحد، وبالفعل اجتاز " خليفة بن عسكر " بقواته من الليبيين والتونسيين فحرروا عدد من المدن بالجنوب التونسي منها ذهيبة ومرطبة وأم صوير وغيرها.

وينبغي هنا أن نذكر أن نفس الملحمة حصلت عندما احتلت فرنسا تونس عام 1826 مسيحي فقد زحفت قبائل غرب ليبيا ومنهم قبيلة الحوامد لنجدة إخوانهم في تونس وتلاحموا معهم في معركة الجهاد ضد العدو في عدد من مدن الجنوب التونسي والتي تشهد بذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نبذة عن تاريخ الحوامد وتواصلهم مع جيرانهم في ليبيا وتونس أيام السلم والحرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
التاريخ  :: الفئة الأولى :: المنتدى العام :: منتدى تاريخ الجزائر-
انتقل الى: