نكبة فلسطين
الامم المتحدة تقرر تقسيم فلسطين
اعلنت بريطانيا في 13\11 \1947 م انها قررت الانسحاب من فلسطين في 15\ 5 \1948 م وانها ستنقل ملف فلسطين للامم المتحدة وقد لعبت امريكا دورا هاما في الضغط على الدول الاعضاء في الامم المتحدة اثناء التصويت على قرار تقسيم فلسطين ومن هذه الدول هاييتي و ليبيريا و الفلبين وسيام وقد اصدرت الامم المتحدة القرار رقم 181 وهو قرار التقسيم
بتاريخ 29\11 \1947 م ويتضمن تقسيم فلسطين الى دولتين احداهما عربية والاخرى يهودية على ان تبقى القدس تحت وضع الدولي خاص وان يتم تنفيذ ذلك حتى 1 \10 \1948 م كانت الدولة العربية تشمل عكا والناصرة ونابلس وجنين وطولكرم وقطاع القدس عدا مدينة القدس وبيت لحم والخليل ويافا و اللد والرملة و غزة و المجدل و خان يونس وبئر السبع و العوجا والحفير وتكون مساحة الدولة العربية 42.88 %من مساحة فلسطين بينما كانت الدولة اليهودية قد اعطيت مساحة تقدر 56.47 %وتشمل مدن صفد و طبريا و حيفا و قراها و تل ابيب و قطاع يافا باستثناء مدينة يافا والجزء المحاذي للبحر الميت من قطاع الخليل ومنطقة النقب كلها حتى العقبة ويسكن الدولة اليهودية 498.000 يهودي 407.000 عربي في الوقت الذي كان اليهود يملكون 9.38 %فقط من مساحة الدولة اليهودية .اما بالنسبة لمنطقة القدس الدولية فيستقر فيها 105.000 عربي اي ما نسبته 51.21 %واليهود 100.000 بنسبة 48.79 %يمتلك العرب 84.70 %من الاراضي ويمتلك اليهود 7.01 %فقط ونسبة 3.44 %اراضي دولة و 4.85 %يملكها ملاكون اخرون.
كان وقع قرار التقسيم على الحركة الوطنية الفلسطينية مؤلما فلم يصدق الشعب الفلسطيني ان الامم المتحدة ستقف بجانب اليهود لذا اخذ الشعب في تسليح نفسه رغم القيود الانجليزية التي فرضها الانتداب وهي اعدام كل عربي يحمل السلاح في حين ساعد الانتداب اليهود على التسليح .رفض العرب قرار التقسيم وعقدت اللجنة السياسية للجامعة العربية اجتماعا
في 8\12 \1947 م في القاهرة وقرر رؤساء وممثلو العرب في اجتماعهم ان التقسيم باطل من اساسه وقرروا مساعدة الشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه بتقديم الاسلحة (الف بندقية )وثلاثة الاف متطوع وتولى اسماعيل صفوت قيادة هؤلاء المتطوعين وتشكلت فرق جهادية للدفاع عن فلسطين كان منها جيش الانقاذ بقيادة فوزي القاوقجي وجمعية انقاذ فلسطين وقوات الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني وعدد اخر من المتطوعين وابتدات المعارك بين الانجليز ومعهم الصهاينة ضد العرب في فلسطين ونتيجة اشتداد المعارك خرج كثير من افراد البوليس الفلسطيني من مراكزهم تلبية لنداء الحركة الوطنية والتحقوا بحركة النضال واشتركوا في العمليات الجهادية ثم بدات تدخل فلسطين افواج من المتطوعين العرب حيث ارسل الاخوان المسلمون عام 1948 م ثلاثة كتائب من المتطوعين الى فلسطين كانت اغلبيتهم من الاخوان المسلمين وكانت الكتيبة الاولى ارسلت الى النقب ثم الى جنوب القدس على راسها احمد عبد العزيز وكانت الكتيبة الثانية بقيادة عبد الجواد طباله الذي حارب في غزة وكانت الثالثة بقيادة اليوزباشي محمود عبده الذي وصل الى صور باهر وقد التحق عدد من الفلسطينيين بهذه الكتائب وتدربوا على السلاح وشاركوا في معارك عام 1948 م .واستطاع الفلسطينيون مع اخوانهم المتطوعين ان يتغلبوا على اليهود ولا سيما في معارك القدس ويافا وبدات الصحافة الاجنبية تتحدث عن ضرورة التراجع عن التقسيم واعلنت الجامعة الدول العربية قبل 15 \5 \1948 م باسبوعين عن تصميمها على دخول الجيوش العربية النظامية الى الميدان وتعيين الملك عبدالله قائدا لها وكان الانجليزي كلوب باشا قائد الجيش الذي اعلن هدنة لم يحترمها اليهود فارتكبوا مجازر ضد العرب مثل مجزرة دير ياسين في
عام 9\4\1948 م وغيرها وكان الشهيد عبد القادر الحسيني قد ذهب الى دمشق للحصول على الاسلحة قبل سقوط القسطل لكنه لم يحصل على ما اراد فرجع الى فلسطين غاضبا واستشهد في معركة القسطل 8\4\1948 م . وفي 15\5\1948 م انسحبت بريطانيا من فلسطين واعلن مجلس الدولة المؤقت الاسرائيلي قيام اسرائيل عشية انتهاء الانتداب البريطاني ودخلت الجيوش العربية النظامية حلبة الصراع العربي الاسرائيلي على ارض فلسطين وتدخل مجلس الامن فتم توقيع الهدنة الاولى 11\6\1948 م وخرق اليهود الهدنة ثم استؤنفت المعارك مرة ثانية وتم توقيع الهدنة الثانية في 17\7\1948 م فسقطت عدة مدن فلسطينية بيد القوات الصهيونية