قضية فلسطين والإتحاد السوفياتي
كتب أحد أغبياء القومجية قبل أيام يهاجم الإتحاد السوفياتي لأنه وافق على قرار تقسيم فلسطين عام 47. هؤلاء القومجيون الأغبياء لم يضيعوا فلسطين فقط بل وجعلوا منها قاعدة إمبريالية تسوم العرب كل صنوف القمع والإرهاب وتمنع عليهم التنمية بكل أشكالها كما جلبوا أفدح الكوارث للشعب الفلسطيني ليس أعظمها مهانة التذلل في الغربة ومعاناة الجوع والفقر. لا أقول هذا لأنهم صنعوا كل هذا وهم يقبلون كعوب دهاقنة الإمبرياليين الأمريكان والإنجليز دون أن يأسفوا حتى اليوم على ذلك فتراهم يسبون الإتحاد السوفياتي الذي لو انتصح العرب بنصائحه لاكتفوا كل شرور الإمبريالية وخادمتها الصهيونية، لا أقول هذا لأنهم شتموا الإتحاد السوفياتي وما زالوا يشتمونه بكل وقاحة لأنه وافق على مشروع تقسيم فلسطين، بل أقوله لأنهم يجهلون تماماً المشروع بمختلف مندرجاته. وهكذا تبلغ بهم الوقاحة مدى فيهاجمون مشروعاً لا يعلمون منه حرفاً. ومن أغرب الغرائب أن الأمة العربية بكل شعوبها ومختلف فصائلها تخفي المشروع وتحرص على ألا يعرف منه العامة شرطاً من شروطه، وقد نجحت في ذلك لستين عاماً وما زالت! لكن لماذا؟
لإخفاء المشروع بكل مندرجاته عن العامة من قبل الزعامات القومجية والمتأسلمة سببان؛ أولهما هو تمكين أوسع الفئات من الإستمرار في شتم الإتحاد السوفياتي كما يفعل اليوم مثل هذا القومجي الغبي حيث توهمت هذه الزعامات أن الشيوعية تشكل خطراً داهما على مراكزهم كزعماء؛ وأما السبب الثاني فهو أن الشعوب العربية لو عرفت تماماً كل مذاهب مشروع التقسيم لأغرقت هؤلاء الزعماء ببصاقها. إنني أتحدى القومجيين والمتأسلمين وبعض الماركسيين القومجيين من هذا المنبر أن يكشفوا عن مشروع التقسم لعام 47 ويناقشوه لو جرؤوا !!
تبلغ مساحة فلسطين 27000 كم2 منها صحراء النقب ومساحتها حوالي 13000 كم2. خصص مشروع التقسيم كل النقب للدولة اليهودية العربية المختلطة وهو ما كان قد ذهب إليه مؤتمر فرساي 1919 بهدف إحياء الصحراء بموجب تعهد حاييم وايزمن مضافاً إليها حوالي 10% فقط من فلسطين الخضراء أو زهاء 1500 كم2 فقط ويتكون سكان هذه الدولة من 650 ألف يهودي و 500 ألف عربي وخصص لدولة الفلسطينيين العرب وحدهم 90% من فلسطين الخضراء أي حوالي 12500كم2 وتضم 850000 عربي فلسطيني.
ماذا لو قبل العرب مشروع التقسيم وأعلنوا دولتهم تلك حال إعلان الدولة اليهودية ؟
1. لما كان اللجوء ونعم الفلسطينيون في ديارهم وفي أراضيهم.
2. لأصبحت الدولة اليهودية العربية ذات أكثرية عربية وانتهت فلسطين إلى دولتين عربيتين.
3. لما سمحت الظروف باستقدام المهاجرين اليهود من كل أصقاع الدنيا.
4. لما قامت إسرائيل كمشروع صهيوني إمبريالي.
5. لما أهدر العرب مواردهم وطاقاتهم على مجابهة العدو الصهيوني.
6. لحقق العرب أشواطا كبيرة في تحقيق التنمية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
ولعل المرء يستطيع في هذا السياق أن يعدد ألف نتيجة إيجابية ونتيجة لو أعلن الفلسطينيون العرب دولتهم بناء على ذلك القرار. وبالرغم من كل هذا يطلع علينا بعض الأغبياء القومجيين يشتمون الإتحاد السوفياتي لأنه وافق عل ذلك المشروع الذي سيظل عقلاء العرب يعضون أصابعهم ندماً على تفويته. بل والبعض الآخر منهم وبصفاقة لا مثيل لها يؤكدون قائلين .. نعم، كان العرب على حق برفضهم ذلك المشروع !!!
عن,عثماني.م