الموقع الجغرافي للعراق
تقع بلاد الرافدين أو بلاد ما بين النهرين في القسم الجنوبي الغربي من قارة آسيا فيما بين هضبة الاناضول شمالا والخليج العربي جنوبا ويجري فيها نهري دجلة والفرات اللذان ينبعان من هضبة أرمينيا ويتجهان إلى الجنوب ويلتقيان على بعد 100 كم شمالي البصرة ليكونا مجرى واحد يسمى شط العرب يصب في الخليج العربي.
الاحتلال البريطاني المباشر من 1918الى 1921
احتلت بريطانيا البصرة عند اندلاع الحرب العالمية الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1914، ومدينة العمارة في يونيو/ حزيران 1915، ومدينة الناصرية في يوليو/ تموز 1915، وهزم الجيش البريطاني بالقرب من بغداد سنة 1916، وأعادوا الهجوم على بغداد في أوائل سنة 1917 ودخلوها في 11 مارس/ آذار 1917، وسقطت الموصل بالشمال العراقي بأيدي الإنجليز في نوفمبر/ تشرين الثاني 1918 ليدخل بذلك كامل العراق تحت السيطرة البريطانية. وفي يوليو/ تموز 1920 اندلعت الثورة في العراق على الوجود البريطاني مما دفع بريطانيا إلى تشكيل حكومة ملكية مؤقتة تحت إدارة مجلس من الوزراء العراقيين ويشرف عليه الحاكم الأعلى البريطاني. وفي عام 1921 انتخب فيصل الأول الهاشمي في استفتاء عام ملكاً على العراق
العهد الملكي في العراق والاستقلال من 1921الى 1932
استمر وجود الجيش البريطاني في العراق بحجة التهديدات الكردية المستندة للدعم التركي، غير أن الثورة ضد الوجود البريطاني استمرت مما دفع الملك فيصل إلى مطالبة بريطانيا بإلغاء الانتداب وعقد تحالف مع العراق، ووافقت بريطانيا وتم التوقيع على معاهدة التحالف سنة 1922، وأقيمت انتخابات أول برلمان عراقي سنة 1925. وفي سنة 1931 اكتشف البترول في العراق، كما وقع العراق اتفاقيات دولية مع ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة . وفي أكتوبر/ تشرين الأول 1932 انضم العراق إلى عصبة الأمم بعد موافقة بريطانيا. وتوفي الملك فيصل سنة 1933 وخلفه ابنه الملك غازي الذي ألغى الأحزاب وحكم البلاد بقوة السلاح، وفي عهده ثارت القبائل الكردية مما عزز من مكانة الجيش. واستمر الملك غازي في الحكم حتى توفي في حادث سيارة سنة 1939
ثورة رشيد كيلاني على بريطانيا من 1939 الى1945
تولى ابن الملك غازي ، فيصل الثاني البالغ من العمر ثلاث سنوات الحكم تحت الوصاية، وكان نوري السعيد هو الذي يدير الدولة بمباركة من الحكومة البريطانية، وفي نفس السنة أعلنت العراق مقاطعتها لألمانيا. وفي 2 مايو/ أيار 1941 قامت ثورة ضد الوجود البريطاني بقيادة رشيد عالي الكيلاني، وتم تشكيل حكومة جديدة بعد هروب نوري السعيد خارج العراق، ولم تستطع الثورة الاستمرار في المقاومة فاستسلمت بعد شهر من الحرب، وتم التوقيع على هدنة مكنت بريطانيا من استعادة السيطرة على العراق، وتم تشكيل حكومة موالية لبريطانيا برئاسة جميل المدفعي الذي استقال وخلفه نوري السعيد، وفي يناير/ كانون الثاني 1943 أعلنت العراق الحرب على دول المحور.
الثورة الداخلية من1945الى 1958
قادت القبائل الكردية ثورة في ما بين سنتي 45 و1946 قيل إنها تلقت دعمها من روسيا، وأرسلت بريطانيا قوات إلى العراق لضمان أمن البترول، وبعد انتهاء ثورة الأكراد سنة 1947 بدأ نوري السعيد التفاوض مع ملك الأردن لإنشاء اتحاد بين العراق والأردن، وتم في السنة نفسها التوقيع على معاهدة إخاء بين البلدين، ونصت المعاهدة على التعاون العسكري مما قاد سنة 1948 إلى اشتراك الجيش العراقي في الحرب مع الجيش الأردني ضد إسرائيل (بعد إعلان قيام إسرائيل). رفض العراق الهدنة التي وقعها العرب مع إسرائيل في 11 مايو/ أيار 1949 وشهد العراق في الفترة ما بين 49 و1958 الكثير من الأحداث الداخلية والخارجية المهمة مثل انتفاضة عمال شركة نفط العراق سنة 1948، وانتفاضة يناير/ كانون الثاني التي قضت على معاهدة بورتسوث البريطانية العراقية، وانتفاضة أكتوبر/ تشرين الأول 1952 التي طالب فيها المنتفضون بإجراء انتخابات مباشرة والحد من صلاحيات الملك، وفي سنة 1955 وقع العراق مع تركيا على اتفاقية بغداد الأمنية والتي انضمت إليها بريطانيا و باكستان و إيران، كما وقع العراق و الأردن على اتحاد فدرالي في 12 فبراير/شباط 1958.
سقوط الملكية وقيام الجمهوريةمن 1958 الى 1966
قاد الجيش العراقي بقيادة عبد الكريم قاسم انقلابا ضد الملك في 14 يوليو/ تموز 1958، وقتل الملك فيصل الثاني وخاله عبد الأله ورئيس الوزراء نوري السعيد، وأعلنت الجمهورية برئاسة محمد نجيب الربيعي، واحتفظ عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء بصلاحيات واسعة في إدارة البلاد. كما انسحب العراق من معاهدة بغداد والاتحاد مع الأردن سنة 1959، وفي سنة 1960 أعلن العراق بعد انسحاب بريطانيا من الكويت عن تبعية الأخيرة له، وقاد حزب البعث انقلابا على عبد الكريم قاسم في 8 فبراير/ شباط 1963، وأصبح عبد السلام عارف الذي لم يكن بعثياً رئيساً للعراق، وتولى عبد الرحمن عارف -أخو الرئيس السابق- الرئاسة بعد موت عبد السلام سنة
ثورة البعث من 1968 إلى 1979م
قاد حزب البعث بالتنسيق مع بعض العناصر غير البعثية انقلابا ناجحا في 17 يوليو/ تموز 1968، وتولى الرئاسة أحمد حسن البكر، واتجه العراق نحو روسيا. واستطاع البكر أن يوقع إتفاقية الحكم الذاتي للأكراد فأصبح للأكراد ممثلون في البرلمان ومجموعة من الوزراء. وأغلقت الحدود مع الأردن سنة 1971، وأمم العراق شركات النفط سنة 1972. وفي مارس/ آذار 1974 عادت الاضطرابات مع الأكراد في الشمال والذين قيل إنهم كانوا يتلقون دعما عسكريا من إيران. وإثر تقديم العراق بعض التنازلات المتعلقة بالخلاف الحدودي مع إيران والتوقيع على اتفاقية الجزائر سنة 1975، توقفت إيران عن دعم ثورة الأكراد، وتمكن العراق من إخماد الثورة. كما حاول الرئيس أحمد حسن البكر إنشاء وحدة مع سوريا. وفي سنة 1979 تولى صدام حسين رئاسة العراق بعد تنازل أحمد حسن البكر عن السلطة. وبعد قيام الثورة الإيرانية سنة 1979 أعلن العراق الاعتراف بها.
الحرب العراقية الإيرانية من 1980 إلى 1988م
يرجع بدايات الحرب إلى ادعاءات عراقية بان إيران قامت بقصف بلدات على الحدود العراقية في 4 سبتمبر/ أيلول 1980 واعتبر العراق ذلك بداية للحرب فقام الرئيس العراقي صدام حسين بالغاء اتفاقية عام 1975 مع إيران في 17 سبتمبر/ أيلول 1980 وفي 22 سبتمبر 1980 هاجم العراق اهدافا في العمق الإيراني. وبدات إيران بقصف أهداف عسكرية واقتصادية عراقية.
في 7 يونيو/ حزيران 1981 هاجمت طائرات إسرائيلية مركزا بحثيا نوويا عراقيا في التويثة قرب بغداد وكان يسمى مفاعل تموز النووي. في 16مارس/ آذار 1988 برز على السطح تقارير تقول إن العراق استخدم أسلحة كيماوية ضد بلدة حلبجة الكردية. وبعد ثماني سنوات من الحرب العراقية الإيرانية التي قدرت الخسائر البشرية فيها بما يقرب من مليون قتيل وافقت الدولتان على خطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة في أغسطس/ آب 1988 والتي تضمنها قرار الأمم المتحدة رقم 598. وبعد انتهاء الحرب أعاد العراق بناء قواته المسلحة.
ويذكر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي أن استيراد العراق للأسلحة ما بين عامي 1973 و2002 توزع إحصائياً كما يلي: 57% من روسيا والاتحاد السوفياتي السابق، 13% من فرنسا، 12% من الصين، 1% من أمريكا، وأقل من 1% من بريطانيا. فليس دقيقاً التعميم أن أمريكا سلحت العراق في الثمانينات، وليس في سجل العراق شيء مثل فضيحة "إيران غيت" أو صفقات أسلحة "إسرائيلية" من السوق السوداء أو غيرها، مع العلم أن مسؤولين أمريكيين شهدوا أمام الكونغرس عام 1982 أن "إسرائيل" نقلت أسلحة أمريكية لإيران وجيش لبنان الجنوبي دون أن يتبع ذلك تحقيق بالرغم من مخالفته لنص القانون الأمريكي.
كما جرت خلال هذه الحرب ما يسمى بمجزرة حلبجة.
وفي تقرير عن حلبجة عن مؤتمر دام يومين للملحقين العسكريين في السفارات الأمريكية في "الشرق الأوسط" ومحللين عسكريين وسياسيين من وكالة الاستخبارات المركزية CIA ووكالة الاستخبارات العسكرية DIA ، اعتمد في نتائجه على التقارير الميدانية والمتوفرة للعموم وعلى التقاط الرسائل السلكية واللاسلكية للجيشين العراقي والإيراني من قبل وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA ، جاء تقييم ما حدث في حلبجة كما يلي: "على افتراض أن السيانوجين كلوريد هو المسؤول أساساً عن أسوأ حالات استخدام الكيماويات في القتل الحربي للأكراد في حلبجة، وبما أن العراق ليس له سجل في استخدام هذين العنصرين، والإيرانيون لهم سجل من هذا النوع، فإننا نستنتج أن الإيرانيين هم المسؤولون عن هذا الهجوم". ويمكن إيجاد ذلك التقرير الرسمي على الموقع التالي:
ونقلاً عن تقرير أخر لوزارة الدفاع الأمريكية، تقول صحيفة الواشنطن بوست في 3 أيار/ مايو 1990 أن مجزرة حلبجة جاءت نتيجة القصف المتبادل بالأسلحة الكيميائية بين الجيشين العراقي والإيراني بهدف السيطرة على البلدة.
فترة مابعد حرب الخليج الثانية
بعد إحتلال العراق للكويت في 1990 م، وطرد القوات العراقية من طرف قوّات التحالف الدولية، وجد العراق نفسه في عزلة عالمية وضع اقتصادي غير مستقر، حتى سنة 2003 م. في 27 يونيو/ حزيران قامت الطائرات الأمريكية بشن هجوم بصواريخ كروز على مقر المخابرات العراقية في بغداد انتقاما من محاولة اغتيال الرئيس جورج بوش في الكويت في شهر أبريل/ نيسان تلك المحاولة التي اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية العراق بالتدبير و التخطيط له.
في 10 نوفمبر/ تشرين ثاني 1994 اعترف البرلمان العراقي والذى كان يسمى بالجمعية الوطنية العراقية بالحدود الكويتية واستقلالها. في 14 أبريل/ نيسان 1995 صدر قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 986 التي سمح للعراق بالاستئناف الجزئي لصادرات النفط العراقية لشراء الطعام والدواء بموجب برنامج "النفط مقابل الغذاء" وهو الأمر الذي لم يقبله العراق حتى شهر مايو/ أيار 1996 ولم ينفذ حتى ديسمبر/ كانون الأول عام 1996 . في أغسطس/ آب 1995 غادر حسين كامل زوج ابنة صدام حسين وأخوه وعائلاتهما العراق و حصلوا على اللجوء في الأردن لكنه فشل في استتقطاب المعارضة العراقية في خارج العراق حوله وعانى من عزلة سياسية مما ادى به للعودة إلى العراق ليقتل هناك في عملية وصفها صدام حسين بالثأر العشائري للخيانة التي قام بها حسين كامل.
في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 1995 فاز الرئيس صدام حسين في استفتاء صوري بنسبة %99.9 ونتيجة هذا الأستفتاء شرع له بالبقاء في السلطة لسبع سنوات أخرى. في 31 أغسطس/ آب 1996 شنت القوات العراقية هجوما على منطقة حظر الطيران في الشمال احتلت محافظة أربيل بعد نداء للمساعدة من الحزب الديمقراطي الكردستاني اثناء الحرب الصراع المسلح بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني و الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني.
في 31 أكتوبر/ تشرين الثاني 1998 انهى العراق تعاونه مع اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن مراقبة تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية مما حدى بالولايات المتحدة و بريطانيا بشن حملة قصف أطلق عليها اسم "عملية ثعلب الصحراء" عقب إجلاء موظفي الأمم المتحدة من أجل تدمير برامج الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية العراقية. في 17 ديسمبر/ كانون الأول تم تشكيل لجنة المراقبة والتقصي والتفتيش بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1284 لكن العراق رفض ذلك القرار. في أبريل/ نيسان 2002 علق العراق صادرات النفط احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية. ورغم دعوات صدام حسين إلا أن أيا من الدول العربية لم تستجب له في اتباع نهجه إلى أن تم استئناف صادرات النفط العراقية بعد 30 يوما.
في سبتمبر/ أيلول 2002 وبعد عام على احداث 11 سبتمبر التي هزت السياسة الأمريكية بدأت بوادر التهيئ الأمريكي لضرب العراق حيث طلب الرئيس الأمريكي جورج بوش من قادة العالم المتشككين خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة أن يواجهوا "الخطر الجسيم والمتراكم" للعراق أو أن يتنحوا جانبا لتتصرف الولايات المتحدة. وفي الشهر نفسه، نشر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ملفا عن قدرات العراق العسكرية. في نوفمبر/ تشرين ثاني 2002 عاد مفتشو الأسلحة التابعين للأمم المتحدة إلى العراق بموجب قرار للأمم المتحدة يهدد العراق بتحمل العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن انتهاك بنود القرار وفي مارس/ آذار 2003 اصدر كبير مفتشي الأسلحة الدوليين في العراق هانز بليكس تقريرا بأن العراق زاد من تعاونه مع المفتشين ويقول إن المفتشين بحاجة إلى مزيد من الوقت للتأكد من إذعان العراق ولكن سفير بريطانيا في الأمم المتحدة صرح في 17 مارس/ آذار 2003 بان السبل الدبلوماسية مع العراق قد انتهت، وتم إجلاء مفتشي الأمم المتحدة من العراق ومنح الرئيس جورج بوش ، صدام حسين مهلة 48 ساعة لمغادرة العراق أو مواجهة الحرب.