تأسست دولة بني أمية بعد أن استطاع معاوية أن يزيح خصومه على السلطة، استطاع عبد الملك بن مروان بفضل سياسته الحازمة والصارمة، أن يخمد الثورات الكثيرة التي قامت في أرجاء شتى من الدولة، استقرت الأوضاع السياسية بعد وفاته مما ساعد على انطلاق حركة الفتوحات من جديد، فتم فتح إفريقية والأندلس والتوسع شرقا حتى تخوم الهند وما وراء النهر. انطلقت الموجة الثالثة من الفتوحات (الأولى كانت في عهد الخلفاء الراشدين) في عهد هشام بن عبد الملك وكانت وجهتها بلاد غالة، وكان لهذه الفتوحات أن تتواصل لولا أنها توقفت فجأة بعد موقعة بلاط الشهداء. انتهت الدولة الأموية على يد العباسيين، إلا أن دور الأسرة لم ينته فقد قامت لهم دولة جديدة في الأندلس.
نجح الفاطميون عن طريق دعاتهم في الإطاحة بحكم بني الأغلب في تونس، حلوا محلهم، بعد محاولتهم التوسع إلى ناحية الغرب واصطدامهم بالأمويين، وجهوا أنظارهم إلى الشرق، كانت الأخبار تفد إليهم عن ضعف دولة آل إخشيد في مصر، فقررا تجهيز حملة إليها. نجحت الحملة وكان أول أعمالهم تشييد عاصمة جديدة لهم. انتقل خلفائهم إلى القاهرة، وتخلوا عن حكم إفريقية لصالح الزيريين. ضموا إليهم الحجاز وبلاد الشام. اصطدموا بالقرامطة -حلفاؤهم السابقين- وآل بويه في بغداد -رغم تشابه عقيدتهم-، وكانت الحروب سجالا بينهم. بدأ نفوذهم يتقلص عندما استطاع السلاجقة ضم الشام والحجاز، ثم قدم الصليبيون وأقاموا مسيحية، وصاروا يهددون الخلفاء الفاطميين في عقر دارهم. أصبح أمرهم في أيدي وزرائهم من آل أيوب، فقام هؤلاء بخلعهم والقضاء على دولتهم.
بدأ أمر الأيوبيين عندما تولوا الوزارة للخلفاء الفاطميين، حلوا محلهم وتلقبوا بالسلطنة. استطاع صلاح الدين أن يوحد مصر والشام والحجاز تحت رايته. وجه جهوده نحو الإمارات الصليبية، استرجع بيت المقدس، والعديد من المناطق الأخرى، فتقهقر الصليبيون إلى بعض المناطق الساحلية. بعد وفاته تقاسم أبناؤه المملكة، فانشطرت سبع (7) إمارات جديدة، رغم أنها بقيت تخضع اسميا لمصر. تعايشت هذه الإمارات مع الصليبيين لفترة من الزمن. حل المماليك، والذين كانوا جنودا استقدمهم السلاطين الأيوبيين، محلهم في حكم مصر. قام الإلخانات المغول بالقضاء على الفروع الأخرى في الشام.