فلسطين في سطور
حقائق حول القضية الفلسطينية و حقوق شعبها حتى
1948
· تقع فلسطين في قلب العالم العربي الممتد من المحيط الأطلسي غربا و حتى الخليج العربي شرقاً
· وهي جزء متمم لسوريا الطبيعية أو كما تسمى بلاد الشام
· بلغ عدد سكانها من عرب فلسطين في سناجقها(ولاياتها) الثلاثة : القدس و عكا و نابلس عام 1860 ثلاثمائة و تسعة وستون ألفا و كانت نسبة المهاجرين اليهود ، لأسباب دينية ، لا تزيد عن 3,5 % من مجموع السكان . وحين كان عدد سكان فلسطين عام 1914 (722,143نسمة) لم تزد نسبة اليهود عن 5,3% منهم كما لم تزد نسبة اليهود لباقي عدد سكان فلسطين عن 6% حتى عام 1918 مع بدء الإحتلال البريطاني لفلسطين و نهاية الحكم العثماني.
· مع فتح المحتل البريطاني أبواب فلسطين على مصراعيها لمهاجري اليهود من شتى بقاع الأرض ارتفعت نسبة اليهود بشكل مطرد حتى بلغت نحو ثلث سكان فلسطين بحلول عام 1948 مع نهاية الحكم البريطاني.
· تم ترسيم حدود فلسطين عام 1922 بحيث أصبحت مساحتها 27,027,023 دونم أو 27027 كم مربع.
· عُرفت فلسطين بجمال طبيعتها وطيب مناخها وجودة صناعتها ومنتجاتها الزراعية ورواج تجارتها حتى أُشير إليها ببلاد اللبن و العسل ، كما أنها قبلة الأديان السماوية.
· تتنوع جغرافية فلسطين ما بين مناطق ساحلية ومنخفضات وتلال و صحاري ، و يتنوع معها المناخ ومن ثم الإنتاج الزراعي.
· لأهميتها الإستراتيجية البالغة ظلت مطمحاً لكل الغزاة عبر العصور.
· إلا أن الوضع كان بالغ الخطورة مع الغازي البريطاني بسبب تفرده بنوع الغزوة وأهدافها.
· إلتقت المصالح الإمبريالية البريطانية مع مصالح الحركة الصهيونية التي هي حركة سياسية استعمارية عنصرية متطرفة لا تشغلها الأفكار الدينية و التراث إلا بمقدار ما تخدم الإستيطان الإمبريالي الذي ترمي إليه طبقاً لتعريفات هرتزل.
· كانت توسعات محمد علي والي مصر و سيطرته على بلاد الشام وراء إستشعار بريطانيا للخطر الكبير الذي يتهدد مصالحها الإمبراطورية باعتبار بلاد الشام على طريق مستعمراتها في الهند و لأسباب استعمارية أخرى.
· لقناعتهم التامة بأن توطين اليهود في فلسطين سيشكل حاجزاً بشرياً في وجه توسعات محمد علي وضمانا لأمن مواصلات الإمبراطورية البريطانية باعتبار أنهم سيكونون أداة مخلصة لها في المشرق العربي ، تحمس كل من موسى مونتفيوري اليهودي البريطاني و اللورد بالمرستون وزير الخارجية البريطاني آنذاك لتلاقي المصالح المشتركة ، لدفع بريطانيا إلى تبني قضية توطين يهود الدولة العثمانية في فلسطين.
· قام بالمرستون حتى دون الإنتظار لموافقة الدولة العثمانية المنشغلة في نزاعها مع محمد علي بإنشاء أول قنصلية بريطانية في القدس لأسبابه الإستعمارية البحتة . وكانت إحدى مهام القنصلية رعاية شؤون اليهود و ترتيب إقامتهم بدعوى حماية الأقليات في فلسطين ، وللإلتفاف حول القوانين العثمانية القاضية بحظر إقامتهم في فلسطين ، ومنحت لهم جوازات سفر بريطانية لتسهيل هذه المهمة.
· كإجراء عملي ، أرسلت بريطانيا عام 1871 لجنة فنية متخصصة إلى فلسطين لمسح أراضيها من تل القاضي في أقصى الشمال إلى بئر السبع في أقصى الجنوب واستغرق عملها ست سنين. وكل ذلك بهدف تحديد تخوم مشروع الإسكان اليهودي ليحظى بأخصب الأراضي وأهمها استراتيجية وقربا من مصادر المياه.
· مع احتلال بريطانيا لمصر عام 1882 توطدت أقدامها في المشرق العربي ، وبهدف دفع بريطانيا بقوة نحو إنجاز مشروع الإستيطان اليهودي في فلسطين ، أعلن هرتزل عام 1902 عن مدى أهمية مثل هذا المشروع لبريطانيا لما ستؤمنه الدولة اليهودية لها ، حين ستشكل رأس حربة لأوروبا وجزءا من استحكاماتها كموقع أمامي للحضارة في مواجهة البرابرة ، مقابل ضمان حماية أوروبا لهذه الدولة.
· بالفعل عملت بريطانيا بهمة و نشاط بادئة في اختيار الموقع الأفضل لهذه الدولة حين سعت لترسيم حدود فلسطين جنوبا منذ عام 1906 ثم في عام 1922 حين أدخلت البحيرات و منابع الأنهار و مصابها ضمن حدود دون مراعاة لجيرانها في الشمال سوريا و لبنان.
· تميزت السياسة البريطانية بالخداع والمراوغة مع العرب طوال ثلاثة عقود منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى حين تعهدت لشريف مكة بإنشاء دولة عربية بما فيها فلسطين ، دولة مستقلة ذات سيادة، مقابل مساعدة الدول العربية للحلفاء.
· تزامنت هذه الوعود الجوفاء مع الإتفاقية السرية عام 1916 بين كل من بريطانيا وفرنسا و روسيا لاقتسام العالم العربي فيما عرف باتفاقية سايكس-بيكو- سازنوف.
· ثم ألحقت ذلك بإصدار وعد بالفور في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917 ليعلن عطف بريطانيا على إقامة "وطن" قومي لليهود في فلسطين . فجاء وعداً ممن لا يملك لمن لا يستحق.
· أتبعت الوعد باحتلال فلسطين بعد نحو شهر واحد معتبرة أن تنفيذ الوعد هو أحد أهم نتائج الحرب العالمية الأولى في الشرق الأوسط.
· في عام 1918 قدمت إلى فلسطين بسرعة ، بعثة صهيونية برئاسة وايزمان لتقدم لبريطانيا خطة كاملة جاهزة بلورها صك الإنتداب فيما بعد كانت هذه اللجنة مشكلة على غرار وزارة .
· عملت السلطة البريطانية – العسكرية ثم المدنية – منذ احتلال فلسطين ، على انتهاب أراضيها حتى قبل صدور صك الإنتداب رسميا ، علماً بأن القانون الدولي يلزم الدولة المنتدبة بالحفاظ على أراضي وممتلكات الدول المنتدب عليها .
· صدرت في تموز / يوليو موافقة مجلس عصبة الأمم على مشروع انتداب بريطانيا لفلسطين مؤيدة المشروع الصهيوني الذي منحت الوكالة اليهودية بموجبه حق إسداء المشورة لإدارة فلسطين والتعاون معها من أجل تحقيق " الوطن القومي اليهودي" . وقد تضخمت هيئاتها وتشعبت مسؤولياتها سياسيا و اقتصاديا و عسكريا حتى غدت دولة داخل الدولة.
· تفننت الحكومة البريطانية ترشدها الوكالة اليهودية وتعمل معها على قدم وساق في نهب أراضي عرب فلسطين واقتلاع شعبها متوارية خلف القوانين والقرارات الظالمة وغير المشروعة في إضفاء الشرعية على تصرفاتها التي تستند إلى شريعة الغاب وسياسة الأمر الواقع . وقامت بفرض إجراءات تتسم بالقمع والبطش والمصادرة و الإقتلاع وفرض الغرامات الباهظة والسجن والتشريد كل هذا مقابل استزراع مشردي يهود العالم في أراض لا يملكونها ولا يمتون إليها بصلة .
· لم تكتف حكومة فلسطين البريطانية بكل هذه المخالفات الصارخة بل إنها تمادت بشكل فاضح في خرق كل القوانين والشرائع حين منحت اليهود امتيازات أطلقت أياديهم في أهم مقدرات فلسطين الإقتصادية والمائية ومصادرة ما يحتاجون من أراضي ، حين منحتهم حقوق توليد الطاقة واستغلال ثروات البحر الميت الضخمة وتجفيف البحيرات فضلا عن امتيازات تمديد أنابيب البترول و الإحتكارات المالية لمختلف المشاريع مما ساهم استنزاف الموارد وهدم الإقتصاد الفلسطيني الذي أصيب في مقتل.
· أدت هذه السياسات الظالمة إلى تعريض عرب فلسطين لضغوط هائلة اقتصادياَ وديموغرافيّاَ وسياسيّاَ عبًّروا عنها بتفجير هبًّات و ثورات متعاقبة خلال العهد العثماني طوال أعوام 1886-1890 ، 1892، 1908-1911 ، ثم في 1913-1914 ثم بعد الحكم البريطاني في 1920، 1929،1923،1924،1927،1921 ,1931،وبثورة كبرى امتدت من 1935 وحتى 1939 ثم خلال حرب 1948 وما بعدها وحتى الآن. خلال هذه الأعوام وقع آلاف الشهداء وسفكت دماء بريئة ونسفت الأحياء والقرى والمدن وأعدم العديد من رموز النضال وزج آلاف في السجون وفرضت الغرامات المشتركة الباهظة وغير ذلك الكثير.
· برغم ذلك العسف وهذه السياسة الشرسة العاتية وبسبب الصمود الفلسطيني الخارق ، لم تتمكن لا الحكومة البريطانية ولا اليهود حتى عام 1948 من اقتناص أكثر من 6,6% من مجموع أراضي فلسطين أو ما نسبته 19,6%من مساحة الأراضي الزراعية. وهذه النسبة بالرغم من ضآلتها إلا أنها كانت في أهم الأراضي الفلسطينية وأخصبها وكانت كافية تماما لزرع خلية سرطانية صهيونية في جسم الوطن العربي.
· جدير بالذكر أن الصهيونيين لم يتمكنوا من تسجيل أكثر من 3,6% من مجموع المساحة التي اغتصبوها. وهي تشكل 10،5% من مجموع المساحة الزراعية آنذاك ، في حين أ، ما نسبته 96,4% بقيت حقا مطلقا لعرب فلسطين من مجموع مساحتها حتى عام 1948.
· تعتبر بريطانيا المسؤول الأول عن هذه المصيبة . وهي مسؤولة مسؤولية مباشرة عن تحويل 90,4%مما آل لليهود من أراض . أما الباقي فهي مسؤولة عنه أيضا ولكن بشكل غير مباشر.
· بغض النظر عن الحقيقة الفطرية بأن الأوطان لا تباع ولا تشترى ، فإن النسبة التي حازها اليهود في فلسطين وحتى عام 1948، لم تكن تصلح بأي حال من الأحوال لإقامة دولة يهودية عليها فضلا عن حقيقة أخرى هي أن عدد مهاجري اليهود إلى فلسطين لم يزد حتى العام المذكور عن ثلث عدد السكان .
· لكن ما حدث بالفعل من قيام دولة يهودية على أرض فلسطينكان خارج كل الأطر المنطقية و القانونية ، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تم انشاؤها بقرار.
· وحيث أدت الملابسات المتعددة التي صاحبت القضية إلى دخول أطراف أخرى حلبة الصراع، أحيلت القضية إلى الأمم المتحدة.
· هنا تولت الولايات المتحدة الأمريكية دفة تقرير المصير الفلسطيني في المرحلة الأهم . فدعمت قيام دولة الظلم بتمزيق فلسطين وعلى أشلائها ، حين لعبت دورا محوريا في الضغوط اللا أخلاقية التي تحمس لها ترومان رئيس الدولة وقادها بنفسه بعد فشل التصويت في الأمم المتحدة لصالح قرار التقسيم في المرة الأولى. ونجح بالفعل في الحصول على الموافقة بعد إعادة التصويت للمرة الثانية من خلال التهديد والوعيد والترغيب والترهيب الذي مورس على الدول الصغيرة . وهكذا خرج مشروع التقسيم في 29/11/47 ليعطي اليهود ما يزيد عن نصف مساحة فلسطين بنسبة 56,47% ويمكنها من سهولها الخمسة بالغة الخصوبة , بمساحة قدرها خمسة ملايين دونم هذا فضلا عن موقعها الإستراتيجي المهم وبموافقة أغلبية دول العالم وتبريكاتها. هكذا وبمنتهى البساطة تقرر مصائر الشعوب المستضعفة طبقا لشريعة الغاب بفضل سياسات حامية الدول والشعوب والمنتصرة لها ، ونغني بها الأمم المتحدة.
· كما ساهمت حكومة الإنتداب البريطانية بتمكين اليهود من أهم المواقع الإستراتيجية والمنشآت الحيوية التي كانت تحتلها عندما قررت الإنسحاب مبكرا بنحو أكثر من شهرين عن الموعد الذي أعلنته وهو يوم 15 أيار / مايو عام 1948 ، وفقا لترتيبات سرية مع اليهود والمفترض أنها كانت الحامية والمنتدبة للحكم على فلسطين لتأهيلها للإستقلال.
· أسهم قانون الإستيلاء على الأرض ساعة الطواريء الذي استنته العصابات الصهيونية أثناء حرب 1948 في مصادرة العديد من أراضي عرب فلسطين بعد ترويعهم بالمذابح الفاجعة ، والتي أعلن قادة اسرائيل فيما بعد أنه لولاها لما قامت دولة اسرائيل.
· لعبت خيانة القيادة البريطانية في بعض الجيوش العربية دورا مهما في احتلال اليهود للمناطق التي انسحبت منها هذه الجيوش عام 1948
· ثم كانت لإتفاقيات الهدنة عام 1949 والصفقات السرية لتنفيذ قرارات التقسيم النصيب الوافر في تمكين اليهود من مساحات شاسعة من أراضي فلسطين فضلا عما تم نهبه من أراضي أثناء تخطيط الحدود تحت مسمع ومرأى القوات الدولية المراقبة ، ليتمكن اليهود من الإستيلاء على 80% من مساحة فلسطين بين عشية وضحاها مع بداية قيام إسرائيل قهراَ وغصباَ.
· على هذا النحو تبرز الحقائق الثابتة الراسخة بأن نكبة فلسطين هي مسؤولية الثالوث الجهنمي للقوى الإمبريالية متمثلة بالدول الإستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، والصهيونية العالمية ومن ورائها الشركات الإحتكارية العالمية.
· وسط كل هذه الهجمة الشرسة وتلك الضغوط الهائلة وهذا الإستلاب والتشريد والظلم الصارخ ، تبرز كبركان متجدد روح الشعب الفلسطيني الذي ظل صوته مدويا مدافعا عن عن شرف الأمة العربية وكرامتها واستقلالها ، مضحيا بأجيال متعاقبة من أبنائه لتحرير تراب الوطن مؤمنا بأن ما مات حق وراءه مطالب وأنه ما أخذ بالقوة لن يسترد بغيرها ، والقوة هنا تعني كل أبعاد القوة .
· أما مسيرة هذا الشعب الصامد ونضاله منذ عام 1948 وحتى الآن فذلك أمر آخر سنفرد له دراسة ثانية .