سامرسامي عنصر مميز
عدد الرسائل : 230 تاريخ التسجيل : 15/04/2008
| موضوع: الحضارة الاسلامية الراقية (3) الجمعة يونيو 27, 2008 5:36 pm | |
| واجب الجامعات في العالم الإسلامي نحو علوم التراث:
من الملاحظ أن جميع هذه الدراسات الإسلامية قد قدمت، إلى جامعات أو هيئات أوروبية ولاقت منهم استجابة وتفهماً وتشجيعاً. وعلي سبيل المثال فإن الدكتور التطاوي عندما عرض على أساتذته في جامعة برلين ما اكتشفه بالصدفة حول ابن النفيس.. نصحوه في الحال أن يجعل رسالة الدكتوراه في ابن النفيس ووضعوا المراجع كلها تحت أمره وأعطوه منحة مالية. ثم منحوه عن بحثه هذا الدكتوراه مع مرتبة الشرف. فلنقارن هذا بما يحدث حتى اليوم في الكليات العلمية في عالمنا العربي.. فجميع هذه الكليات لا تقبل منح الدكتوراه عن البحث العلمي في التراث لأنها لا تعتبر هذا النوع من الأبحاث نافعاً لها: وهذا أحد الأسباب التي تجعل الكثيرين من الباحثين العرب يحجمون عن إضاعة عمرهم ووقتهم في هذا الميدان لذلك يجب أن ننشى في كل كلية علمية في العالم الإسلامي مادة جديدة باسم (تاريخ العلم) بحيث تدرس كل كلية ما يخصها من فروع العلم مع التركيز طبعاً على دور الحضارة الإسلامية. وقد ارتفعت عدة نداءات في الآونة الأخيرة في أنحاء العالم الإسلامي تطالب بتدريس تاريخ العلوم الإسلامية. من ذلك قرارات صدرت بمناسبة احتفال العالم الإسلامي بإطلالة القرن الخامس عشر الهجري . كما أن مؤتمر الطب الإسلامي الذي عقد في تركيا سنة 1984 قد نادى بإدخال مادة الطب الإسلامي في جميع كليات الطب بالعالم الإسلامي. وقد قرأت دراسة وافية في هذا الموضوع للصديق الدكتور عبد الحافظ حلمي عميد كلية العلوم بجامعة عين شمس ألقاها في مؤتمر (تاريخ العلم) في أدنبرة بانجلترا يطالب فيها بإدخال منهج دراسي للعلوم الإسلامية. كما أنشأت سوريا معهد التراث العلمي العربي في حلب. كل هذه الجهود لا بد أن تؤتي ثمارها ولكنها تحتاج إلى قرار جماعي سياسي على مستوى الوزراء المختصين إلى جانب القرار العلمي حتى تخرج إلى حيز التنفيذ. الواجب الثاني الذي يجب أن تقوم به المؤسسات العلمية في العالم العربي والإسلامي هو إيجاد قنوات الاتصال بالجامعات وأصحاب الموسوعات العلمية في الغرب. وإمدادهم بالمعلومات الموثقة عن الحضارة الإسلامية في كل فرع من فروع العلم. وإصلاح الأخطاء والتجاهل أو الجهل. ولسنا نقول إن الجميع سوف يستجيبون في الحال. ولكن استجابة البعض سوف يكسر الحلقة ويفتح الأبواب لظهور الحقيقة أمام أعينهم. ولا ننسى أن هذه الموسوعات العلمية هي الأسس والمصدر الرئيسي الذي يستقى منه جميع الكتاب والعلماء والباحثين معلوماتهم. وإذا ما وصلنا إلى بعضها.. فقد نجحنا بإذن الله في خدمة تراثنا وحضارتنا
الجامعات في العالم الإسلامي المسلمون أول من أنشأ الجامعات العلمية وكانت أول جامعة هي (دار الحكمة) التي أنشئت في بغداد سنة 830 م وذلك قبل أوربا بقرنين كاملين.. ثم تلاها جامعة القرويين سنة 859 م في فأس ثم جامعة الأزهر سنة 970 م في القاهرة ثم انتشرت الجامعات في كل مكان وأول جامعة في أوربا أنشئت في سالرنو بصقلية سنة 090ام على عهد ملك صقلية روجر الثاني ثم تلاها جامعة بادوا بايطاليا سنة 1222 م وكان يشرف علي جامعة سالرنو عالم مسلم من الأندلس وآخر يهودي أندلسي تعلم في الجامعات العربية.. وكانت الكتب مترجمة من العربية. مواد الدراسة. كانت الجامعات العربية تدرس علوم الدين إلى جانب علوم الدنيا، فكانت المواد التي تدرس في الأزهر إلى جانب علوم الدين واللغة إحدى عشرة (11) مادة هي الحساب والميقات والجبر وأسباب الأمراض وعلاماتها وعلاجاتها والهندسة والهيئة ( أي الفلك) وعلم المواليد الثلاثة: الحيوان والنبات والمعادن (وهو ما يسمى في عصرنا بالتاريخ الطبيعي) والجغرافيا والتاريخ . ويذكر ابن رضوان في كتابه "النافع في كيفية تعليم صناعة الطب " إن دراسة الطب كانت تستغرق ثلاث سنوات فيدرس الطالب في البداية ما نسميه، اليوم بالمرحلة الإعدادية أو العلوم ا الأساسية كالحساب والهندسة والمنطق" ثم يواصل في دراسته الطب النظري فيقرأ اثني عشر كتاباً لإ بقراط وتسعة، لجالينوس وكتاب الحشائش لديوسقوريدس ثم ظهرت المؤلفات الإسلامية العلمية فحلت كتب الرازي وابن سينا وابن البيطار وابن الهيثم مكان الكتب الإغريقية المترجمة وجميع المواد العلمية والتطبيقية كان الطالب يمارسها تحت إشراف أساتذته من ذلك فحص المرضى "والتجارب المعملية. الزى الجامعي. كان للجامعات الإسلامية تقاليد وتنظيم دقيق سبقت به أحدث الجامعات العصرية.. فكان للطلاب زى موحد خاص بهم وللأساتذة زى خاص وربما اختلف الزى من بلد إلي بلد ومن عصر إلي عصر ولكنه كان في الأزهر عمامة وجبة وطيلسان وقد أخذ الأوربيون عن المسلمين الروب الجامعي المعمول به الآن في جامعاتهم. وكان الخلفاء والوزراء إذا أرادوا زيارة الجامعة يخلعون زى الإمارة والوزارة ويلبسون زى الجامعة قبل دخولها.. الطلاب ونظام التعليم: وكانت اعتماد الجامعات من إيرادات الأوقاف فكان يصرف للمستجد زى جديد وجراية لطعامه.. وأغلبهم يتلقى معونة مالية بشكل راتب دائم إذا أثبت احتياجه وهو ما يسمى في عصرنا " scholar ship فكان التعليم للجميع بالمجان يستوي فيه العربي والأعجمي والأبيض والأسود. وبالجامعات مساكن للطلبة ويسمون (بالمجاورين) لسكنهم بجوارها.. وكان بالجامعة الواحدة أجناس عديدة من الأمم والشعوب الإسلامية يعيشون في إخاء ومساواة تحت مظلة الإسلام والعلم.. فهناك المغاربة والشوام والأكراد والأتراك وأهل الصين وبخارى وسمرقند وحتى من مجاهل إفريقيا وآسيا وأوروبا. كذلك كان هناك طلاب من أصحاب الديانات الأخرى من اليهود والمسيحيين من أهل الذمة ومن الذين درسوا وتخرجوا من الجامعات الإسلامية قسطنطين الأفريقي الذي درس الطب في جامعة القرويين في فأس بالغرب ثم عاد إلى بلاده وتفرغ لترجمة كتب الطب الإسلامي إلى اللاتينية.. ومنهم البابا سلفستر الثاني الذي قضى في اشبيلية ثلاث سنوات يدرس العلم. وكان لكل جنس من هذه الأجناس العديدة والشعوب المختلفة رواق خاص بهم لتسهيل أمورهم وقضاء حاجاتهم وطعامهم. وكان نظام التدريس في حلقات بعضها يعقد داخل الفصول وأكثرها في الخلاء في الساحة أو بجوار النافورة. ولكل حلقة أستاذها يسجل الطلاب والحضور والغياب وقد جاء في وصف حلقات شيخ الأطباء الرازي وهو. يدرس علوم الطب . | |
|