هل كان للنبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) ابناً يسمى زيد ؟
جواب : أبناء الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) كما ذكرهم المؤرخون هم : قاسم و طيب و طاهر و إبراهيم ، و قد توفوا جميعا قبل البلوغ .
أما زيد الذي كان يدعى أيضا بزيد بن محمد فهو زيد بن حارثه و ليس من أبناء الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) بل كان غلاما اشترته خديجه بعد زواجها من النبي ثم أهدته إليه فأعتقه الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) في سبيل الله ، ثم تبنّاه النبي تبنياً اعتباريا لرفع مكانته الاجتماعية بعدما قابله قومه بالهجران و الطرد ، و هكذا فقد منحه الرسول احتراما كبيرا و شرفا عظيما و رفع من شأنه بين الناس و صار يُدعى بين الناس بابن محمد .
ثم إن تبني النبي لزيد لم يكن من قبيل التبني الذي كان متداولا في الجاهلية بين العرب حيث كانوا يتبنون من يعجبهم دون أن يكون بينهم نسب و كانوا يمنحون المتبنّى كافة حقوق الابن الحقيقي و يعاملونه معاملة الابن النَسَبي ، بل كان تبنّيه ( صلى الله عليه وآله ) ـ كما أسلفنا ـ تبنّيا اعتباريا من أجل رفع معنويات زيد و تعديل مكانته الاجتماعية بهدف تربوي بالنسبة له و للمجتمع آنذاك ، يقول القرآن الكريم مشيرا إلى هذا الموضوع و إلى أن الإسلام قد نسخ التبني على النسق الجاهلي : { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكان اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } [1] .
و ما أن بُعث النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و أظهر دعوته حتى أسلم زيد و حَسُن إسلامه و حظي بمرتبة عظيمة بين المسلمين و صار قائدا من قواد الجيش الإسلامي في غزوة " مؤته " [2] واستشهد بها .
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 40 .
[2] وقعة مؤتة : هي من الوقائع المشهورة التي وقعت على مشارف الشام بين الروم و بين المسلمين في السنة الثامنة بعد الهجرة ، و كان الدافع لهذه الحرب تعدِّي الروم على الدعاة المسلمين و قتلهم ، فأرسل إليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) جيشا لقتالهم ، و قتل في هذه الوقعة من المسلمين جماعة منهم : جعفر بن أبي طالب ، و زيد بن حارثة ، و عبد الله بن رواحة ، و جماعة آخرين من الصحابة .